سورة الشورى - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشورى)


        


{حم} ح: حكم الله، م: مجده.
{عسق} ع: علمه، س: سناؤه، ق: قدرته. أقسم الله تعالى بها.
{كذلك يوحي إليك} ما من نبيٍّ صاحب كتابٍ إلاَّ وقد أوحى الله إليه: حم عسق، فهو معنى قوله: {كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك}.


{تكاد السموات يتفطرن من فوقهن} تكاد كلُّ واحدة منها تتفطَّر فوق التي تليها من قول المشركين: اتَّخذ الله ولداً. {والملائكة يسبحون بحمد ربهم} يُنزِّهون الله تعالى عن السُّوء {ويستغفرون} اللَّهَ {لمن في الأرض} من المؤمنين.
{والذين اتخذوا من دونه أولياء} أَيْ: آلهةً. {الله حفيظ عليهم} يحفظ أعمالهم ليجازيهم بها {وما أنت عليهم بوكيل} لم تُوكَّل عليهم، وما عليك إلاَّ البلاغ.
{وكذلك} وهكذا {أوحينا إليك قرآناً عربياً} بلفظ العرب {لتنذر أمَّ القرى} أهل مكَّة {ومَنْ حولها} سائر النَّاس {وتنذر يوم الجمع} تخوِّفهم بيوم القيامة الذي يجمع فيه الخلق {لا ريب فيه} كما يرتاب الكافرون {فريق في الجنة وفريق في السعير} إخبارٌ عن اختلاف حال النَّاس في ذلك اليوم.
{ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة} لجعل الفريقين فريقاً واحداً {ولكن يدخل مَنْ يشاء في رحمته} بيَّن أنَّه إنَّما يُدخل الجنة مَنْ يشاء، فهو فضلٌ منه {والظالمون} والكافرون {ما لهم من وليٍّ ولا نصير} ناصرٍ يمنعهم من العذاب.
{أم اتخذوا} بل اتَّخذوا {من دونه أولياء فاللَّهُ هو الوليُّ} لا ما اتَّخذوه من دونه.
{وما اختلفتم فيه من شيء} من أمر الدِّين {فحكمه إلى الله} لا إليكم، وقد حكم أنَّ الدِّين هو الإِسلام لا غيره. وقوله: {جعل لكم من أنفسكم أزواجاً} حلائل {ومن الأنعام أزواجاً} أَيْ: خلق الذَّكر والأنثى {يذرؤكم فيه} أيْ: يُكثِّركم يجعله لكم حلائل؛ لأنهنَّ سبب النَّسل، و{فيه} بمعنى به {ليس كمثله شيء} الكافُ زائدةٌ، أَيْ: ليس مثله شيء.


{شرع لكم} بيَّن وأظهر لكم {من الدين ما وصَّى به} أمر {نوحاً} ثمَّ بيَّن ذلك فقال: {أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} والله يبعث الأنبياء كلَّهم بإقامة الدِّين وترك الفرقة. {كبر} عَظُمَ وشقَّ {على المشركين ما تدعوهم إليه} من التَّوحيد وترك الأوثان. {الله يجتبي إليه مَنْ يشاء} يصطفي مَنْ يشاء لدينه، فيهديه إليه.
{وما تفرَّقوا إلاَّ من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم} ما تفرَّق أهل الكتاب إلاَّ عن علمٍ بأنَّ الفرقة ضلالةٌ، ولكنَّهم فعلوا ذلك للبغي {ولولا كلمةٌ سبقت من ربك} في تأخيرهم إلى السَّاعة {لقضي بينهم} لجوزوا بأعمالهم {وإنَّ الذين أورثوا الكتاب من بعدهم} يعني: هذه الأمَّة، أعطوا الكتاب من بعد اليهود والنَّصارى {لفي شك منه مريب} يعني: كفَّار هذه الأمَّة ومشركيها.
{فلذلك فادع} أَيْ: إلى ذلك. يعني: إلى إقامة الدِّين فادع النَّاس {واستقم كما أمرت} اثبت على الدِّين الذي أُمرتَ به {وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب} أَيْ: بجميع كتب الله المنزلة {وأمرت لأعدل بينكم} لأسوِّي بينكم في الإيمان بكتبكم. وقيل: لأعدل بينكم في القضية. وقوله: {لا حجة} أَيْ: لا خصومة {بيننا وبينكم} وهذا منسوخٌ بآية القتال.

1 | 2 | 3 | 4